شركة خاصة تحصل على موافقات بأقتسام مياه الرى الخاصة بالقرية
شركة عباد الرحمن تهدد منازل القرية والمقابر بتمرير مواسير بالقوة على النيل
لوادر شركة عباد الرحمن تستعد لتدمير طريق ومنازل القرية !!
من يحمى الغلابة بجبل النور من سطوة الكبار ودمار مصدر رزقهم الوحيد
تحقيق/ محمد بصيلة
قرية جبل النور بجزيرة ببا هى إحدى القرى الصغيرة الموجودة في حضن الجبل شرق النيل .. يسكنها سبعة آلاف نسمة مصدر رزقهم الوحيد هو الزراعة وتقع على ضفاف نهر النيل العظيم ويحدها من الغرب جبل وصحراء ومنطقة آثرية ..ورغم ذلك تعيش هذه القرية مأساه حقيقية .. أصحاب نفوذ وسلطة وهيمنة أحدى الشركات الخاصة يحاولون اقتسام المياه معهم والمياه لا تكفيهم .. فمن يحمى هؤلاء الغلابة والفقراء من سطوة الكبار .. أراضيهم مهددة بالبوار .. ومنازلهم مهددة بالدمار .. وللتعرف على حجم المشكلة أجرت أخبار بنى سويف هذا التحقيق .
في البداية يقول يسرى عبد الحكيم محمد رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بقرية جبل النور أن شركة (عباد الرحمن ) الخاصة وضعت يدها على 60 فدان بالمنطقة الصحراوية الموجودة أعلى القرية عام 2003 فى حين أن المخصص لها 50 فدان فقط .. وقامت الشركة بأستصلاح 150 فدان فقط .. ووضعت سبك شائك على باقى المساحة ..
البيئة رفضت المشروع
وتقدمت الشركة بطلب لمديرية الأملاك لإنشاء مزرعة نموذجية للتسمين على مساحة 150فدان ضمن أطيان خارج الزمام بناحية جبل النور بمركز ببا وقامت خدمة المستثمرين والأملاك بمخاطبة شئون البيئة التي رفضت المشروع بسبب وقوعه داخل حيز النطاق المخصص لمصنع أسمنت مصر بني سويف بغياضة لتأثر النشاط بالإنبعاثات الصادرة من المصنع .
كما رفضت مديرية ري بني سويف طلب شركة (عباد الرحمن ) بتوفير مقنن ري لها وذلك نظراً لعدم قيام الشركة المذكورة لتنفيذ المشروع منذ تسليم الموقع فى 25/5/2003 وقررت اللجنة الدائمة للأملاك في جلستها المنعقدة رقم 514 بتاريخ 16 يونيو 2008 إلغاء كافة الإجراءات والموافقات الصادرة للمشروع المقدم من الشركة المذكورة سواء للإستصلاح أو تسمين العجول وتكلف الأملاك المختصة باتخاذ اجراءات إزالة السور المقام بمعرفة الشركة على الموقع وسحب الأطيان دون الرجوع على الأملاك بأي حق .
الرى يوافق على 50 فدان فقط
وأضاف يسري أن شركة عباد الرحمن للتنمية والاستثمار العقاري تقدمت بطلب للري للتصريح لها بمرور مواسير مياه داخل الكتلة السكنية لقرية جبل النور بجزيرة ببا للحصول على المياه من ترعة غياضه فوافق الري على زراعة 50 فدان فقط من لجنة السياسات بالوزارة بعد عمل الدراسة اللازمة من حيث تواجدها داخل خطة الوزارة حتى عام 2017 وكفاية استيعاب مصدر الري لهذه المساحة وهي ترعة غياضة وأن الأرض تبعد حوالي 3 كيلو متر عن الأرض القديمة المنزرعة ويفصل بينهم مخر سيل غياضه وهو يعتبر مصرف قاطع بالإضافة إلى أن الأرض المصرح بها تروى بالتنقيط وعليه لا تأثير لزراعة الأرض المصرح بها على الأرض الزراعية القديمة وعليه تمت الموافقة أما بخصوص إشراف الري على مد الخط داخل الكتلة للقرية فإن الري ليس له ولاية على ذلك واختصاص الري فقط هو الترخيص بفتحة الري من الترعة ومعاينة طرق الري الحديثة للأرض المصرح بها .
الشركة ضللت الرى
ويؤكد المواطن عبد الناصر يحيى محمد من أهالي القرية أن خط المواسير التي تريد الشركة تنفيذه سيمر في حرم الطريق الخاص بالقرية وهو طريق ضيق لا يتحمل مثل هذا الخط وهي أرض ملك أهالي القرية ويوجد بنفس الطريق شبكات لمياه الشرب وخطوط فرعيه مشيراً إلى أن مخر السيل الذي تزعم الشركة أنه يمر داخل أراضيهم وهذا مخالف تماماً للواقع والحقيقة أن مخر السيل يبعد عن أراضيهم مسافة 3 كيلو متر وأرادوا بذلك التحايل وتضليل مسئولي الري من أجل الحصول على الموافقة لمد خط المياه بدون المعاينة على الطبيعة .
وأوضح أن الشركة أيضاً ضللت مسئولي الري عن بعد المسافة بين الأرض المراد استصلاحها التي استولت عليها الشركة وأرض الزراعة الخصبة القديمة وأوهمتهم بأن المسافة تبعد 3 كيلو متر والحقيقة أنها تبعد حوالي 700 متر فقط أعلى الأرض الزراعية بشكل عمودي .
الأراضى الزراعية مهددة بالبوارويقول حسن تمام محمد حسن عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية بالقرية أن ارتفاع مستوى الأراضي الخاصة بالشركة عن أراضي القرية الزراعية بأرتفاع 15 متر مما يهدد أرض المزارعين نظراً لإجراء عمليات الري في أراضي الشركة حيث تتسرب المياه حاملة الملوحة إلى الأرض الخصبة الخاصة بالقرية مما يهددها بالبوار ويهدد منازل القرية المشيدة بالطوب اللبن بالتصدع والانهيار وتبلغ مساحة الأرض المنزرعة المهددة بالبوار 130 فدان والتى يعيش عليها أكثر من سبعة آلاف نسمه هم سكان القرية ويعملون بمهنة الزراعة .
المياه تهدد المقابر والمياه
ويضيف المواطن حسن يسن حسن من أهالي القرية أن ارتفاع مستوى أراضي شركة (عباد الرحمن ) يهدد مقابر القرية بسبب تسرب المياه من أعلى إلى أسفل بسبب وجود المقابر في منطقه منخفضة عن أرض الشركة مشيراً إلى أنه يوجد أيضاً منطقة أثريه مساحتها 42 فدان تهددها أيضاً المياه وهي تحزم القرية من أعلى وتسمى حوض البربه وستتأثر أيضاً بالمياه المتسربة من أعلى .
تجربة مريرة بغياضة الشرقية
ويشير المواطن طلعت محمد سالم شيخ القرية أننا عندنا تجربه سابقه تمت منذ عشر سنوات مرت بها قرية غياضه الشرقية المجاورة لنا عندما قامتا شركتان خاصة بالحصول على تصريح بزراعة 50 فدان بالتنقيط وللأسف قاموا بزراعة 600 فدان بالغمر وهو ما خالف تعليمات الري وتسبب ذلك في إتلاف الأراضي الزراعية القديمة الخصبة وكذلك تصدع منازل القرية ونخشى أن تتكرر هذه المأساة على غرار ما حدث في غياضه الشرقية .
مطالب أهالى القرية
ويطالب أهالي القرية بسرعة تدخل المسئولين قبل وقوع كارثة وحمايتهم من بطش أصحاب النفوذ من هدم منازلهم وضياع مياههم وتدمير مقابرهم وأراضيهم الزراعية فهي مصدر رزقهم الوحيد .
نداء هام
وتناشد الجريدة مسئولى الرى والمحافظ والجهات الرقابية بسرعة التحرك لانقاذ أهل قرية جبل النور من سطوة أصحاب النفوذ وهيمنة الكبار على المنطقة بدون وجه حق وسرقة قوت الغلابة وإلغاء خط المياه الذى يهدد مبانى القرية ويقضى على أراضى مستصلحة بالفعل يعيش عليها سكان هذه القرية وهى مصدر رزقهم الوحيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق