حاجر بني سليمان .... خارج نطاق الخدمة قبل
وبعد الثورة :
وحدة صحية تامة التجهيز ، محكمة الإغلاق ،
ونصف رغيف خبز ، نصيب الفرد يوميا
مركز الشباب يجاور المقابر ، والقمامة تملأ
القرية ، والمسؤولون غائبون
تحقيق ـ محمد خلف أمين
تشهد قرية " حاجر بني سليمان " التابعة لمجلس قروي إبشنا ، مركز بني
سويف والتي تبعد عن مدينة بني سويف خمسين كيلومترا من جهة الغرب ، مشكلات وأزمات عديدة
يعيشها المواطن ـ يوميا ـ من أزمات في توافر اسطوانات البوتاجاز ، إلى أزمات نقص الخبز
المتكررة ، إلى إهمال المسؤولين في قطاع الري تغطية المصرف الذي يمر في منتصف الشارع
الرئيس بالقرية ، والذي تسبب في غرق العديد من الأطفال بالقرية ، بل وتحوله إلى مقلب
للقمامة والحيوانات النافقة ، ومخلفات المنازل ، ومخلفات والبناء على الأرض الزراعية
، بما يجعله بؤرة ـ دائمة ـ لتلوث أصاب المواطنين من أبناء القرية بالعديد من الأمراض
، إلى استمرار إغلاق الوحدة الصحية أمام المرضى من أبناء القرية ، خاصة من الفقراء
وغير القادرين على الانتقال للمدينة ، إلى إغلاق الوحدة البيطرية ، إلى ارتفاع معدلات
المياه الجوفية ، في مسلسل لا ينتهي من المشكلات والأزمات .
تجاهل على
مدار السنين
القرية
التي يتجاوز عدد سكانها إل 15 ألف نسمة ، لاقت تجاهلا كبيرا من المسؤولين التنفيذيين
، طوال العقود السابقة ، بل من النواب السابقين في الحزب الوطني ، وأعضاء المجالس الشعبية
المحلية ، والذين كان سكانها يدينون لهم بالولاء ويمنحونهم أصواتهم في الانتخابات السابقة
من دون تردد .
التجاهل الذي يلقاه المواطنون في القرية ، امتد إلى ما بعد قيام الثورة ، لدرجة
أن الحيز العمراني للقرية لم يتم إنجازه من قبل المسؤولين المحليين طوال العقود السابقة
، برغم وعود متعددة لكبار عائلات القرية ، بل إن مياه الشرب النقية ، وخدمات الصرف
الصحي لم تدخلها ـ بعد ـ برغم آلاف المناشدات والاستغاثات للمسؤولين في المحافظة ،
من دون مجيب ، بل واستمرت أعمال التعديات على الأراضي الزراعية ، وزادت وتيرتها بعد
الثورة ، لدرجة أنها قد تلتهم نصف حيزها الزراعي ، والسبب تجاهل المسؤولين لإنجاز الحيز
العمراني ، حيث تكاد القرية تضيق بسكانها ، بينما الأهالي يرغبون في توسيع منازلهم
، وتزويج أبنائهم ، في حين يصم المسؤولون آذانهم عنهم ، ما يضطرهم للبناء على الأراضي
الزراعية للتوسيع على أنفسهم وأسرهم ، وتنتشر أكوام القمامة في القرية بشكل كبير ،
بسبب من تقاعس المسؤولين عن مشروع النظافة .
الدقيق لا يكفى
يقول " شعبان عبد الوهاب
" أحد شباب القرية " إن حصة الدقيق المقررة لمخابز القرية الثلاثة لاتكفي
احتياج واستهلاك المواطنين من رغيف الخبز ، إذ يبلغ نصيب الفرد بالقرية والتي يتجاوز
تعدادها إل 15 ألف نسمة نصف رغيف فقط يوميا
" ونلجأ لشراء الخبز من مخابز مدينة بني سويف لسد احتياجاتنا اليومية بينما المسؤولون
في مديرية التموين يهملون شكاوانا لزيادة حصة الدقيق رحمة بنا ، ناهيك عن سوء حالة
الرغيف الذي لايصلح للاستخدام الآدمي ، مشيرا ـ أيضا ـ إلى غياب الأطباء البيطريين
في الوحدة البيطرية ، ما كلف الأهالي أعباء كبيرة للحصول على التحصينات الخاصة بمواشيهم
في مدينة بني سويف ، مقابل مبالغ كبيرة ، مشيرا إلى انتشار القمامة في القرية ، والذي
أصاب أبناءها بالأمراض الصدرية نتيجة انتشارها ، وبسبب أعمال الحرق التي يقوم بها المواطنون
، وتستمر طوال ساعات اليوم .
المواصلات عذاب فى عذاب
بينما
يشير " سيد محمود " ويعمل مزارعا
إلى أنه يلاقي وأسرته الأمرين في التوجه إلى مدينة بني سويف لمتابعة وعمل تحاليل لمرض
السكر ـ الذي يعاني منه ـ بسبب إغلاق الوحدة الصحية في القرية بصفة دائمة من دون أسباب
، مايضطره لاستئجار سيارة خاصة لنقله لمدينة بني سويف ، عندما تفاجئه غيبوبة السكر
للذهاب للمستشفى العام في المدينة أو المراكز الخاصة لتحليل السكر ، ما يكلفه أعباء
مالية كبيرة ، حيث يتكلف سفره لمدينة بني سويف 50 جنيها ، مقابل التاكسي ، أو سيارة
خاصة مستأجرة ، بل انه ـ في أحايين كثيرة ـ يلجأ إلى صيدلية القرية لعمل تحليل للسكر
مقابل 10 جنيهات يوميا " بينا أنا مزارع
فقير أعيش باليومية " على حد تعبيره ، مشيرا إلى أن هذا هو حال باقي سكان القرية
الذين يعانون من انعدام الرعاية الصحية المستمرة ، رغم وجودة وحدة صحية بها كافة الأجهزة
الطبية الحديثة ، لكنها خارج الخدمة لعدم وجود أطباء ، أو هيئة تمريض أو حتى عاملين
يقومون بالعمل فيها ، وذلك منذ افتتاحها عام 2005 .
عدد من أهالي القرية أشاروا إلى أنه لايوجد موقف للسيارات أو وسائل مواصلات
ترابط بين القرية والمدينة والقرى المجاورة ، والموجود منها يخاصم الآدمية ، فالسيارات
متهالكة " ونتعرض لاستغلال السائقين الذين يقومون برفع الأجرة خاصة في الفترة
المسائية ، مستغلين عدم وجود وسائل أخرى لنقل الركاب " ويشهد الكوبري الوحيد بالقرية زحاما شديدا ـ يوميا
ـ خاصة يوم سوق الخميس الأسبوعي بها ، حيث
تقف سيارات الأجرة وسط السوق ويتنافس السائقون على نقل المواطنين ، إلى جانب الباعة
الجائلين ، ما يؤدي للعديد من المشاجرات بين السائقين والركاب والباعة .
الشباب والمقابر
فيما أكدت " عفاف فاروق " أنه لم يتم توصيل المرافق منذ سبعينيات
القرن الماضي لعدد كبير من المنازل بالقرية ، بينما يجاور مركز شباب القرية المقابر
، كما يخلو الملعب من الأسوار ، وتوجد في منتصفه حفرة عمقها 6 أمتار بعرض 350 مترا
تم حفرها لوضع أساس لمعهد ديني بالقرية ، وبسبب قربه من القاعدة الجوية بقرية دنديل
، رفضت الوحدة المحلية استكمال عمليات البناء لوجود رادارات القاعدة التي قد تؤثر سلبا
على الطلاب ، فأصبحت الحفرة تجمعا للقمامة ومياه الصرف الصحي بالقرية ، بينما يقوم
مسؤلو جمعية تنمية المجتمع بالقرية بحرقها في منصف المركز ، ما يحرم الشباب من ممارسة
الرياضة ، ويجعل الشباب الراغبين في ممارسة الرياضة داخل المركز مصابين بالأمراض الصدرية ، لمجاورتهم لحرق المخلفات ، بل انه حدثت إصابات
كثيرة بين شباب القرية بسبب الوقوع في هذه
الحفرة العميقة ، وتساءلت : هل تم إنشاء الملعب بجوار مقابر القرية من أجل دفن الشباب
بعد ممارسة الرياضة بالمركز ؟ ودعت " ماهر بيبرس " محافظ بني سويف ، وأعضاء
مجلسي الشعب والشورى لزيارة القرية ، أو حتى لإرسال لجنة لمتابعة أولئك المنسيين من
أبنائها ، ورفع تقرير للمسؤولين عن حالهم ، ربما يأذن الله بحل وشيك لأزماتهم التي
لم تنتهي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق