السبت، 23 يونيو 2012


حاجر بني سليمان .... خارج نطاق الخدمة قبل وبعد الثورة :
وحدة صحية تامة التجهيز ، محكمة الإغلاق ، ونصف رغيف خبز ، نصيب الفرد يوميا
مركز الشباب يجاور المقابر ، والقمامة تملأ القرية ، والمسؤولون غائبون
تحقيق  ـ محمد خلف أمين
       تشهد قرية " حاجر بني سليمان " التابعة لمجلس قروي إبشنا ، مركز بني سويف والتي تبعد عن مدينة بني سويف خمسين كيلومترا من جهة الغرب ، مشكلات وأزمات عديدة يعيشها المواطن ـ يوميا ـ من أزمات في توافر اسطوانات البوتاجاز ، إلى أزمات نقص الخبز المتكررة ، إلى إهمال المسؤولين في قطاع الري تغطية المصرف الذي يمر في منتصف الشارع الرئيس بالقرية ، والذي تسبب في غرق العديد من الأطفال بالقرية ، بل وتحوله إلى مقلب للقمامة والحيوانات النافقة ، ومخلفات المنازل ، ومخلفات والبناء على الأرض الزراعية ، بما يجعله بؤرة ـ دائمة ـ لتلوث أصاب المواطنين من أبناء القرية بالعديد من الأمراض ، إلى استمرار إغلاق الوحدة الصحية أمام المرضى من أبناء القرية ، خاصة من الفقراء وغير القادرين على الانتقال للمدينة ، إلى إغلاق الوحدة البيطرية ، إلى ارتفاع معدلات المياه الجوفية ، في مسلسل لا ينتهي من المشكلات والأزمات .

    
تجاهل على مدار السنين

 القرية التي يتجاوز عدد سكانها إل 15 ألف نسمة ، لاقت تجاهلا كبيرا من المسؤولين التنفيذيين ، طوال العقود السابقة ، بل من النواب السابقين في الحزب الوطني ، وأعضاء المجالس الشعبية المحلية ، والذين كان سكانها يدينون لهم بالولاء ويمنحونهم أصواتهم في الانتخابات السابقة من دون تردد .
      التجاهل الذي يلقاه المواطنون في القرية ، امتد إلى ما بعد قيام الثورة ، لدرجة أن الحيز العمراني للقرية لم يتم إنجازه من قبل المسؤولين المحليين طوال العقود السابقة ، برغم وعود متعددة لكبار عائلات القرية ، بل إن مياه الشرب النقية ، وخدمات الصرف الصحي لم تدخلها ـ بعد ـ برغم آلاف المناشدات والاستغاثات للمسؤولين في المحافظة ، من دون مجيب ، بل واستمرت أعمال التعديات على الأراضي الزراعية ، وزادت وتيرتها بعد الثورة ، لدرجة أنها قد تلتهم نصف حيزها الزراعي ، والسبب تجاهل المسؤولين لإنجاز الحيز العمراني ، حيث تكاد القرية تضيق بسكانها ، بينما الأهالي يرغبون في توسيع منازلهم ، وتزويج أبنائهم ، في حين يصم المسؤولون آذانهم عنهم ، ما يضطرهم للبناء على الأراضي الزراعية للتوسيع على أنفسهم وأسرهم ، وتنتشر أكوام القمامة في القرية بشكل كبير ، بسبب من تقاعس المسؤولين عن مشروع النظافة .
الدقيق لا يكفى
      يقول  " شعبان عبد الوهاب " أحد شباب القرية " إن حصة الدقيق المقررة لمخابز القرية الثلاثة لاتكفي احتياج واستهلاك المواطنين من رغيف الخبز ، إذ يبلغ نصيب الفرد بالقرية والتي يتجاوز تعدادها إل 15 ألف نسمة نصف رغيف فقط  يوميا " ونلجأ لشراء الخبز من مخابز مدينة بني سويف لسد احتياجاتنا اليومية بينما المسؤولون في مديرية التموين يهملون شكاوانا لزيادة حصة الدقيق رحمة بنا ، ناهيك عن سوء حالة الرغيف الذي لايصلح للاستخدام الآدمي ، مشيرا ـ أيضا ـ إلى غياب الأطباء البيطريين في الوحدة البيطرية ، ما كلف الأهالي أعباء كبيرة للحصول على التحصينات الخاصة بمواشيهم في مدينة بني سويف ، مقابل مبالغ كبيرة ، مشيرا إلى انتشار القمامة في القرية ، والذي أصاب أبناءها بالأمراض الصدرية نتيجة انتشارها ، وبسبب أعمال الحرق التي يقوم بها المواطنون ، وتستمر طوال ساعات اليوم .
المواصلات عذاب فى عذاب
    بينما يشير " سيد محمود  " ويعمل مزارعا إلى أنه يلاقي وأسرته الأمرين في التوجه إلى مدينة بني سويف لمتابعة وعمل تحاليل لمرض السكر ـ الذي يعاني منه ـ بسبب إغلاق الوحدة الصحية في القرية بصفة دائمة من دون أسباب ، مايضطره لاستئجار سيارة خاصة لنقله لمدينة بني سويف ، عندما تفاجئه غيبوبة السكر للذهاب للمستشفى العام في المدينة أو المراكز الخاصة لتحليل السكر ، ما يكلفه أعباء مالية كبيرة ، حيث يتكلف سفره لمدينة بني سويف 50 جنيها ، مقابل التاكسي ، أو سيارة خاصة مستأجرة ، بل انه ـ في أحايين كثيرة ـ يلجأ إلى صيدلية القرية لعمل تحليل للسكر مقابل 10 جنيهات يوميا  " بينا أنا مزارع فقير أعيش باليومية " على حد تعبيره ، مشيرا إلى أن هذا هو حال باقي سكان القرية الذين يعانون من انعدام الرعاية الصحية المستمرة ، رغم وجودة وحدة صحية بها كافة الأجهزة الطبية الحديثة ، لكنها خارج الخدمة لعدم وجود أطباء ، أو هيئة تمريض أو حتى عاملين يقومون بالعمل فيها ، وذلك منذ افتتاحها عام 2005 .

       عدد من أهالي القرية أشاروا إلى أنه لايوجد موقف للسيارات أو وسائل مواصلات ترابط بين القرية والمدينة والقرى المجاورة ، والموجود منها يخاصم الآدمية ، فالسيارات متهالكة " ونتعرض لاستغلال السائقين الذين يقومون برفع الأجرة خاصة في الفترة المسائية ، مستغلين عدم وجود وسائل أخرى لنقل الركاب "  ويشهد الكوبري الوحيد بالقرية زحاما شديدا ـ يوميا ـ خاصة يوم  سوق الخميس الأسبوعي بها ، حيث تقف سيارات الأجرة وسط السوق ويتنافس السائقون على نقل المواطنين ، إلى جانب الباعة الجائلين ، ما يؤدي للعديد من المشاجرات بين السائقين والركاب والباعة  .
الشباب والمقابر
     فيما أكدت " عفاف فاروق " أنه لم يتم توصيل المرافق منذ سبعينيات القرن الماضي لعدد كبير من المنازل بالقرية ، بينما يجاور مركز شباب القرية المقابر ، كما يخلو الملعب من الأسوار ، وتوجد في منتصفه حفرة عمقها 6 أمتار بعرض 350 مترا تم حفرها لوضع أساس لمعهد ديني بالقرية ، وبسبب قربه من القاعدة الجوية بقرية دنديل ، رفضت الوحدة المحلية استكمال عمليات البناء لوجود رادارات القاعدة التي قد تؤثر سلبا على الطلاب ، فأصبحت الحفرة تجمعا للقمامة ومياه الصرف الصحي بالقرية ، بينما يقوم مسؤلو جمعية تنمية المجتمع بالقرية بحرقها في منصف المركز ، ما يحرم الشباب من ممارسة الرياضة ، ويجعل الشباب الراغبين في ممارسة الرياضة داخل المركز مصابين بالأمراض الصدرية  ، لمجاورتهم لحرق المخلفات ، بل انه حدثت إصابات كثيرة بين شباب القرية  بسبب الوقوع في هذه الحفرة العميقة ، وتساءلت : هل تم إنشاء الملعب بجوار مقابر القرية من أجل دفن الشباب بعد ممارسة الرياضة بالمركز ؟ ودعت " ماهر بيبرس " محافظ بني سويف ، وأعضاء مجلسي الشعب والشورى لزيارة القرية ، أو حتى لإرسال لجنة لمتابعة أولئك المنسيين من أبنائها ، ورفع تقرير للمسؤولين عن حالهم ، ربما يأذن الله بحل وشيك لأزماتهم التي لم تنتهي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق