* أطالب رجال الإعلام بنقل الحقيقة
* أصدرت أوامر بضرورة حسن معاملة المواطن
1
* لن أرض بالظلم ، ومكتبي مفتوح للجميع
* سرعة القضاء على البلطجة
عندما التقيت باللواء عطية مزروع مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن بني سويف كان اللقاء ساخنا وحارا ، فالرجل ليس غريبا علينا ، فهو قد عمل مديرا لإدارة البحث قبل حوالي عشر سنوات ـ ما لم تخونني الذاكرة ـ ، وكان نموذجا للخلق الرفيع ، وأتضح ذلك فى آداء عمله مع المواطنين ومع ضباطه وجنوده .
من أجل هذا كان قرار وزير الداخلية بتعيينه مديراً لأمن بني سويف ، ولذا جاءت هذه الدردشة بيني وبينه أشبه باستعادة ذكريات أكثر منها حوارا صحفيا .
ويستقبلني في مكتبه ، وربما بلا موعد سابق ، وأجلس إلى مكتبة نستعيد ذكريات وأحداث ، وألاحظ أن تواضعه وابتسامته وخلقه زاد مع سنوات أضيفت إلى عمره في الشرطة ، وأسال في البداية .. هل ترى بني سويف كما تركتها أم أن أحداثا وعلامات قد شكلت أوضاعاً جديدة ؟ أجاب ـ بتواضع ـ أتصور أن أحداث ثورة يناير خلقت عند المواطن نوعا من العجلة في شئونه الخاصة والعامة ، إن المواطن يريد كل شئ في لحظات ، وينسى أننا مطالبون بتحقيق كل مطالب المواطنين جميعا ، من أجل هذا أقول لأبناء بني سويف : إن الشرطة بفضل الله ، وبفضل حب الشعب ، استعادت عافيتها ، وأتصور أنك شاهد على ما يتم من إنجازات في القبض على الهاربين من السجون ، ومن ضبط الأسلحة المسروقة من الشرطة ، وفي نفس الوقت نقوم بمتابعة تنفيذ الأحكام ، والقبض على تجار المخدرات ، وبائعي الأسلحة البيضاء .. بمعنى أشمل نحن نتعامل مع جميع الاتجاهات من أجل خدمة المواطن الذي تعمل الدولة كلها من أجله ليعيش في أمن وأمان .
هل لي أن أتعرف ـ ولو من باب الفضول الإعلامي ـ ما هي الرسالة التي وجهتها لضباطك وجنودك ومساعديك بعد وصولك لبني سـويف ؟
الواقع أنني سعيد بهذا السؤال ، أولا في البداية قمت برفع الروح المعنوية للضباط من خلال أن المواطن المصري هو في المقام الأول شقيق الضابط أو عمه أو خاله أو جاره ، فليس المواطن غريبا عن الضباط والضباط أيضا ليسوا بعيدين عن المواطنين ، كما طالبت بضرورة وجود أخصائي اجتماعي داخل الأقسام ، ويجب أن نحسن معاملة الرجل العادي البسيط ، ولا يكون قسم الشرطة مصدر عذاب وخوف للمواطن ، ورغم علمي أن الضباط ـ خاصة بعد ثورة 25 يناير ـ يتعاملون بالحسنى مع المواطنين ، ومع هذا أكدت على هذا المعنى مع الضباط ، خاصة شباب الضباط الذين يعملون في الأقسام والمراكز ، وأنا أيضاً حريص كل الحرص على القضاء على ظاهرة البلطجة ، وإن شاء أعدك أنه خلال أسابيع قليلة سوف تختفي هذه الظاهرة تماماً ، بدليل أننا ألقينا القبض ـ بالتنسيق مع القوات المسلحة في بداية الثورة خاصة ـ على المئات من البلطجية ، وهناك أحكام رادعة في انتظارهم .
أتصور هناك سؤال يفرض نفسه على هذا الحوار ما هي فلسفتك وأنت على رأس جهاز الشرطة
ببني سـويف 0
الواقع أنه لا يوجد أضل من إسلوب القرآن المجيد وهو الثواب والعقاب وأظن أن هذا المنطق سوف يكون هو الأفضل فالضابط الذي سوف يعمل ويجتهد ويرضى الله أولا هو الذي سوف ينال التقدير المادي والمعنوي أما المقصر لن أقول أكثر بجانب أنني سوف أتعامل بأسلوب يتفق مع طبيعة الخطأ الذي يرتكبه أحدهم ، لكنني أتصور أن معظمهم على مستوى المسئولية .
ويضيف مدير الأمن أحب أن أؤكد أنني سوف أقف بجانب المظلوم مهما كان حجم وقدر الذين ظلموه ؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يرضي إلا بالعدل .
ربما يكون لك رؤية تود طرحها من خلال هذا المنبر الإعلامي – أخبار بني سويف ـ أدعوك لطرحها على القارئ .
بالفعل أطالب أولاً الإعلاميين في بني سويف بعدم التهويل أو التهوين في نقل الأحداث ، ولن نبخل عن أي صحفي بالمعلومات ، لكن الشئ الذي يضايقني هو عدم الدقة في نشر الخبر ، أتصور أن هذا لا يتفق مع ميثاق الشرف الصحفي ولا مع ضمير الصحفي ، وأنا أقول : إن مكتبي مفتوح طوال اليوم أمام الجميع .
وأستأذن في المداخلة وأقول : هل نطمع أن تخصص لنا شخصا بعينه سواء ضابط أو أمين شرطة أو موظف مدني يكون هو المسئول عن إبلاغنا فورا بكل ما يحدث ؟ ، لأننا نلاحظ أن الضباط مشغولون ، أو ربما ليس لديهم الآن الرغبة فى التعامل مع الصحف .
يجيب نعم أنا أعرف ذلك ، وسوف أخصص ضابطا ليكون هو ضابط الاتصال الإعلامي بين الصحافة والشرطة .
ماذا عن التواجد الأمني الآن ؟
أجاب اللواء عطية مزروع ـ صمام الأمن والأمان في بني ســويف ـ : الواقع أن التواجد الأمني المكثف والمستمر موجود بصفة دائمة ، وقد بدأ بالفعل انتشار الأكمنة في كل مكان، وعاد الانضباط إلى الشارع بنسبة تتجاوز الـ 90% ، وذلك كله بفضل .. أولاً اقتناع الضباط الكامل بأن مصر وطن يعيش فينا ، وأننا مطالبون جميعا بالدفاع عن أمنه وأمانه ، والحقيقة أقول : إن هناك تعاوناً بين الشرطة والشعب هذه الأيام ، بدليل أن أحد البلطجية تحدث مع أحد الضباط في إحدى الأكمنة بطريقة غير لائقة ، فما كان من الشباب والرجال حتى الأطفال إلا أن قاموا بتعنيف هذا البلطجي ، وكاد أن يصل الأمر إلى ضربه من المواطنين لولا اعتذاره للضابط وللمواطنين .
وهناك قضية هامة في بلدنا عموما وليس في بني سويف فقط وهي قضية الأمية ، لأن الإنسان الأمي أو الجاهل حين يتحاور فإن صوته يرتفع ويريد أن يثبت حقه بارتفاع الصوت ، ومع هذا أنا متفائل جدا في المرحلة القادمة ، وأشعر أن ثورة 25 يناير تجاوزت مرحلة المراهقة من بعض الشباب ، وإن شاء الله سوف تكون المرحلة القادمة مرحلة انتماء وحب لمصرنا الغالية .
وأستأذنه ، وأقول له : أرجو أن يعم الأمن والأمان مصرنا الحبيبة .
1